موقع العين وادي عارة :-

 


 


 


ولد المجاهد سعيد الطوباسي في مخيم جنين بتاريخ 7/9/1982. وكأي طفل آخر، نشأ سعيد في أزقة المخيم، لهو ولعب، وفي مدارسه أنهى الصف التاسع الأساسي، ناشطاً في الجماعة الإسلامية، ثم تحوّل إلى الجناح العسكري في حركة الجهاد الإسلامي في جنين بعد تعلّقه الشديد بالقائد المجاهد إياد صوالحة. 




كان سعيد وإخوته خلال الانتفاضة الأولى أطفالاً، أما في انتفاضة الأقصى، فقد كان ملازماً للمسجد، كثير الصيام والقيام والدعاء وتلاوة القرآن الكريم.
غدا سعيد مطلوباً خلال فترة انتفاضة الأقصى، وأصبح نصيب أهله وعائلته منه زيارات خاطفة للبيت تملؤها عبارات الوداع. وفي اجتياح مخيم جنين، كان سعيد فارساً صنديداً في المعركة، يذرع بسلاحه أزقة المخيم ويطلق نيرانه نحو آلة القتل الصهيونية الحاقدة التي هدمت ما يزيد عن 80% من بيوت المخيم بحثاً عن المجاهدين. وتحوّل بيت سعيد إلى مأوى آمن للمطاردين خلال فترة الاجتياح وقاعة طعام لهم ومستراح لمن نال منه تعب الجهاد.
كانت المعركة على أشدها في كل ركن في المخيم حتى جاء اليوم الرابع للاجتياح وهو يوم 5/4/2002، حين انهالت عشرات الصواريخ على كل بيت في المنطقة ويكون بيت سعيد من بينها، فيتلقى صاروخي «لاو» لينهار جزء من الطابق الثاني وتتطاير الأبواب والشبابيك من أماكنها لمسافات بعيدة، في واحدة من أبشع حوادث القتل المتعمد. ويشاء رب العزة أن ينجو سعيد ومن معه من المقاومين من موت محقق في ذلك اليوم، فيغادر سعيد إلى مكان مجهول خارج المخيم، وتنقطع أخباره نهائياً عن العائلة.
وخلال هذا كله، ظلّت المداهمات الصهيونية اليومية تقض مضاجع العائلة، وتعيث فساداً وتحطم محتويات المنزل، ويبقى التهديد والوعيد بنسف المنزل، وتشريد العائلة وقتل سعيد إن لم يستسلم. 
في ذلك الحين، كانت جنين ومخيمها تخضع لأشرس حملة بعد الاجتياح نيسان/أبريل 2002، وذلك في عملية عسكرية صهيونية كبرى هدفها القضاء على المجاهد إياد صوالحة؛ قائد «سرايا القدس»، في الضفة الغربية ونائبه سعيد الطوباسي، اللذين أسندت إليهما المسؤولية والتخطيط والإعداد لعدة عمليات استشهادية في العمق الصهيوني. وقد نفذت هذه العمليات ثأراً للضربات الوحشية التي تعرضت لها جنين وخاصة مخيمها الباسل، ورداً على اغتيال العشرات في قطاع غزة، عندما ألقيت الصواريخ على منزل استُشهد بداخله القائد صلاح شحادة ومعه عشرات الأطفال. 
وخلال حملتها الشرسة ضد جنين، وفي 31/10/2002 عندما كان رمضان يفصله أيام أربعة عن المسلمين وقد قطع التيار الكهربائي والمياه، وبدأت المدينة ومخيمها تعاني من أثر الحصار الشديد، تقتحم قوة صهيونية المخيم ويسمع دوي انفجارات عنيفة وقوية ومع بزوغ الشمس يكتشف أن بيت سعيد الطوباسي المكون من طابقين قد نسف تماماً، وأصبح أثراً بعد عين عقب زرع عبوات الديناميت في أركانه.
وفي 1/11/2002، هبت عاصفة أخرى على عائلة سعيد بعد هدم البيت، بخبر اعتقال سعيد مع سبع من المطلوبين من جنين والمخيم في سرداب تحت الأرض في العرقة، حيث قامت قوة خاصة بتعقب حركة أحد المحاصرين والانقضاض عليهم وأخذهم على حين غفلة منهم بعد استعمال الغاز المسيل للدموع ومحاولة قتلهم خنقا في ذاك المكان النائي. 
أشهر من التحقيق الدامي والتعذيب الوحشي تنصب بلا هوادة على سعيد، ويأتي يوم 24/7/2003، يوم المحاكمة عندما وقف سعيد ساخراً بالمحكمة وهيئتها وقاضيها متهكماً على سؤالهم الغبي عن ندمه بما اقترفت يداه من أعمال «إرهابية» وبشموخ المؤمن وعنفوان المجاهد الجريء يردد عالياً صارخاً هاتفا «لست نادماً أبداً.. وسأخرج يوماً لأثأر لإياد صوالحة ومحمود طوالبة ولأهل مخيم جنين.. الله اكبر.. الله اكبر»، ويقتلهم غيظهم ويخنقهم سخطهم فتهجم عليه قوة صهيونية حاقدة تكبله وتكتم صراخه وهتافه الذي رددته قاعة المحكمة العسكرية الصهيونية في سالم، وتجر عائلته خارج القاعة شاتمة حانقة مرعدة ومزبدة. ويحلق سعيد عاليا بمعنويات لا يكسرها قيد سجان، ولا يهزها نباح قضاة الظلم الصهيوني التي قضت عليه بالسجن 31 مؤبداً وخمسين عاماً أي ما يعادل 800 عام، في حكم هو الأعلى على الإطلاق من بين الأحكام الصادرة بحق أي معتقل فلسطيني من حركة الجهاد الإسلامي.