موقع العين وادي عارة :-


باعتقاله فجر اليوم الجمعة العاشر من حزيران 2011، تنقل سلطات الاحتلال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وصفي قبها إلى ميدانٍ جديدٍ للعمل والعطاء، فأبو أسامة يتقن التأقلم مع أصعب الظروف ولا يركن للاعتقالات التي احتجزت من سنوات عمره الكثير.



ويقول من يعرفون المهندس قبها جيداً أنه خلق للعمل مناضلاً وقائداً ووزيراً وأسيراً أمضى عشر سنواتٍ من عمره في سجون الاحتلال.
ففي عتمة الزنازين وبين قضبان السجون يعرف الأسرى الفلسطينيون أخاهم قبها بمواقفه الجريئة وصلابته أمام إدارات السجون كأحد قادة الحركة الأسيرة.
كما يعرفون تواضعه ولين جانبه واستعداده الدائم لتقديم احتياجاتهم وطلباتهم على رغباته.
وفي سنوات الانقسام الأربعة التي مضت، كان صوت أبي أسامة من الأصوات القليلة التي اخترقت جدران الصمت فوقف مدافعاً عن حقوق " الشباب" وتطلعاتهم.
ناهض أبو أسامة الاعتقال السياسي، ووقف في وجه سياسة الاستدعاءات، وندد بقوةٍ بسياسة الفصل الوظيفي لأنصار "حماس".
وبعد توقيع اتفاق المصالحة في العاصمة المصرية القاهرة في الرابع من أيار الماضي، كرّس قبها طاقاته وإمكاناته للحث على إنجاحها معتبراً استمرار الظروف الأمنية المعقدة على الأرض تهديداً كبيراً يحيق بها، وكانت له مواقف رجوليةٍ كثيرةً في هذا الجانب من بينها كشف الوعود التي تلقاها من "فتح" بالإفراج عن المعتقلين وتعهده بالكشف عن الشخصية التي وعدت بذلك، لكن يد الاحتلال كانت له أقرب فسارعت لإيداعه في عتمة السجون.


سيرة ذاتية 

ولد المهندس وصفي عزات قبها "أبو أسامة" في قرية برطعة إلى الغرب من مدينة جنين بتاريخ 19/6/1959، وهو متزوج وأب لسبعة أبناء، وأتم تعليمه في مدارس القرية ومدينة جنين.
حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1984، كما حصل على دبلوم عالي مكثف في إدارة مصادر المياه عام 1994م، تنسيق جامعة بيرزيت ومعهد IHE - دلفت/ هولندا.
كما أنه حصل على العديد من الدورات في المحاسبة واستخدامات الكمبيوتر وفحص جودة المياه وتصميم الشبكات وإدارة المشاريع، واشترك في دورة خاصة في التخطيط والإدارة العامة والمواصفات، ويتقن اللغتين العربية والإنكليزية، إضافة إلى معرفته باللغة العبرية.
أما حياته المهنية فأبرز ما فيها أنه عمل رئيساً لقسم الدراسات والتخطيط ومدير الدائرة الهندسية في بلدية جنين.

رجل السجون 

يعرف أبو أسامة في أوساط المقربين منه باهتمامه الشديد بقضية الاسرى، وانتمائه الكامل لها، فلا تكاد تطرق باباً له علاقةٌ بالأسرى في سجون الاحتلال إلا وقد تعلقت إجابته بقبها.
وأحسنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كثيراً باختياره وزيراً للأسرى في سجون الاحتلال في الحكومة الفلسطينية العاشرة التي شكلتها عقب فوزها في انتخابات العام 2006.
وللأسير قبها تاريخٌ طويلٌ مع سجون الاحتلال قضاه حاملاً لقب أسيرٍ أو أسيرٍ محرر، فقد اعتقل في سجون الاحتلال الصهيوني سبع مراتٍ، وقضى ما مجموعه تسع سنواتٍ، تنقل خلالها بين مختلف السجون والمعتقلات الصهيونية، وكان له حضوره المميز في أوساط الأسرى والمعتقلين، وكان يعتبر حينها أحد أبرز قادة الحركة الأسيرة.
أعتقل كبها في العام 2002 خلال إعادة احتلال الجيش الصهيوني لمدن الضفة الغربية، وحكم بالسجن ثلاثة سنوات، أمضاها في سجن "النقب الصحراوي".
واعتقلته قوات الاحتلال مجدداً في 23/5/2007 وتم تحويله للاعتقال الإداري وتم تجديد اعتقاله في كل مرة حتى تاريخ الإفراج عنه يوم 21/4/2010 بعدما أمضى ثلاث سنواتٍ جديدة صار خلالها أقدم معتقلٍ إداريٍ في سجون الاحتلال.
وباعتقاله فجر اليوم الجمعة يدخل أبو أسامة سجون الاحتلال للمرة الثامنة ليجد نفسه من جديد بين " مجاهدين وأخوةٍ ورفاقٍ " طالما عمل على خدمتهم وحمل قضيتهم بصوته وقلمه ويداه.