موقع العين وادي عارة :-
أُقيم في قاعة زركشي للفنون التشكيلية في سخنين مساء امس السبت حفل افتتاح معرض الفنن التشكيلي الجديد وتحت رعاية "جمعية جوار في الشمال" بعنوان "نفحات" للفنانة السخنينية فيروز خلايلة، وذلك بمشاركة إدارة جمعية جوار في الشمال وجاليري زركشي، ونخبة من الفنانين التشكيليين وحضور مميز من متذوقي الفنون من المدينة والمجتمع العربي.  
وقد تخلل حفل الافتتاح كلمات ترحيبية ومداخلات داعمة للفنانة فيروز خلايلة ومداخلة تمثيلية للفنان السخنيني المتألق خالد أبو علي، وكلمة للفنانة المحتفى بها فيروز خلايلة التي شكرت "جمعية جوار في الشمال" وادارة صالة العرض " زركشي" على دعمهم للفنانين عامة ولها بشكل خاص وافساح المجال لها ولأول مرة بأن يكون معرض خاص لها تعرض فيها اعمالها الابداعية، كما وشكرت الزملاء والزميلات الفنانين على دعمهم ومشاركتهم بالمعرض، كما وخصت بذكر عائلتها التي وقفت معها في سبيل تحقيق ما تصبو اليه من اخراج معرض لوحاتها الى حيز الوجود.
أمين أبو ريا كانز المعرض يقول: "هذه النفحات تمثل كل واحدة منها عبيرها ولونها الخاص فمن هنا جاءت فكرة التي هي ليست نقلاً للواقع فقط وإنما إضاءة فنية على الأبنية الأثرية والأماكن التراثية. وهناك تجديد للحضارة القديمة والفن القديم تعيد من خلاله الفنانة الجمال الذي كان موجوداً قديماً وتحيي الفن التراثي القديم وهذا يعطي نوعاً من أنواع الحضارة للغرب ليروا أن في بلادنا فناً عريقاً. فالفن الرسمي والترابي والحضاري ينبع من روحانية الصورة للوحة التي تتميز بها عن التمثال ففيها غنى يجب أن يُعاد. وبلادنا تراث لا يموت مع انها عانت الكثير من الإهمال والدمار والحزن ونحن اليوم في هذه الومضة نثبت أنها جميلة كما هي تسعى لإثراء الساحة الثقافية".
وتناول المعرض "نفحات " أكثر من 40 لوحة فنية. منها جانبًا تراثيًا ومنها ما يتعلق بالمرأة ومنها ما يوثق للمواقع والطبيعة وذكريات الماضي الجميلة التي نستذكرها من خلال الاحداث والذاكرة. فاللوحات توضح أنواعا مختلفة من أنواع المواضيع حيث نجد أشكالاً مختلفة سواء في الطول أم اللون وهذا التنوع يعود إلى أنها اعتمدت على صور واقعية في لوحاتها، حصلت على بعضها من الكتاب ومن الواقع ومن الذاكرة والبعض الآخر تحصلت عليها من وسائل التواصل الاجتماعي مهتمة بهذا الجانب من التراث.
نستحضر من خلال اللوحات المعروضة عبق التراث والتقاليد العربية وجمال المرأة والطبيعة ويعد بمثابة رحلة صوفية من خلال الحركات في حدائق تعج بالألوان الزاهية التي تشع بنبض الحياة وتعج برائحة الأصالة. الاعمال فنيا تتدفق بالضوء والحركة بمختلف الاحجام وبخلفية وتأطير وتقنيات تنفرد بها الفنانة فيروز التي تعمل منذ سنوات على توظيف عناصر الطبيعة والتراث العربي الغني وبصماته بروح حالمة عارفة وهي تجتهد على تجديد رؤيتها الفنية بجماليات وقاموس لوني وتطعيمها بتفاصيل تعكس شخصيتها الإبداعية الواعية ما يجعلها من رائدات الفن المعاصر في بلادنا وتشكل محورا أساسيا في عملها الفني فضلا على تيمة الطبيعة لكشف تلك العلاقة الحميمية بين الروح والفضاء والطبيعة مادتها الأجواء الطبيعية الحية والأزهار بمختلف أشكالها وفق خيارات لونية تشع بالحياة حيث تعتمد على تقنية مختلطة تجمع بين الالوان والقماش.
ويهدف المعرض الى ترسيخ الجمال والبهاء المنثور بين أرجاء هذا الوطن وتقديمه بأسلوب تصويري دقيق ومشوق يعمل على تحريك الطاقات الشعورية والأحاسيس الجمالية لجمهور المتلقين عند مشاهدتهم لتلك الأعمال لتنهل أرواحهم بما تبوح به العراقة والتراث الأصيل. 
هذا وقد تمحورت لوحات المعرض حول الواقعية والانطباعية بتقنيات الزيت والاكريليك والطبيعة الصامتة واستخدام الظل والضوء وغيرها فيها إثراء للحركة الفنية التشكيلية من حيث التقنية والأساليب. فيها محبة للفن والفنانين عندما نعطيها الحب والحنان تزهر وتقدم أفضل ما لديها لان الفنان يرسم الكثير من أحلامه عادة بأبعاد ثقافية وفنية واجتماعية.
وجاء في نشرة إدارة جاليري زركشي للفنون نترك للمشتركين في المعارض حرية الاختيار بالنسبة للألوان والأحجام والأشكال ولكننا نرشدهم الى القواعد الأساسية اللازمة في مثل هذا المجال الفني فنبين لهم دلالات ووظائف اللون. كذلك نشرح لهم أساسيات تركيب اللوحة وتثبيت عناصرها. وأما بالنسبة للموضوع فنحن لا نتدخل ويقتصر دورنا على الإرشاد والتعريف عن متطلبات وشروط مراحل العمل لكيلا يظهر تنافر في أبعاد أو تعبيرات اللوحة ولمساتها لنستطيع بالتالي إنتاج لوحات تحمل رأي وأفكار أصحابها وتعبر عما يحملونه من رؤى وقد تتفاوت من حيث مستواها الفني.
إتاحة الفرص أمام المواهب الشابة لعرض مهاراتهم الإبداعية ووضع بصمة لهم في صناعة المستقبل وبما ينعكس ذلك على مستوى الرضا وجودة العمل في بيئة إيجابية ترسخ للإبداع بيئة داعمة وحاضنة للإبداعات سواء من منتسبيها أو من المؤسسات والجهات المعنية في هذا المجال أضف الى أن الفن رؤية ورسالة وعقل منفتح يقرأ إمكانات الحاضر ويستشرف المستقبل ويجعل من خلاله البصمةً الفنيةً منفردةً على كافة المستويات.