كورونا كابوس العصر *
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العين يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية مقالات . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان : info@el3en.com
بماذا سأبدأ حديثي هذا يا ترى؟

ومن أينَ سأبدَأ به؟ هل من شهرِ شباط حيثُ انتشار هذهِ الكارثه البشريه؟ أَم من شهرِ آذار حيثُ لجوء الكورونا الى بلادنا؟ هل تكون بداية حديثي عن هذا المرض الكئيب وبدايتِهِ؟ أَم نهايته الغير موجوده او معروفه؟
وكَيْفْ ؟ كيْفَ زارَنا هذا الشيء الذي لا نستطيع ان نراه؟
كيْفَ حلَّقَت هذِه الذره واتت الى حياتنا؟
اصبحنا لا نسمع شيئاً سِوى فايروس كورونا!
هل لهذِهِ الدرجه مؤذٍ أم أنّ هناك تضخيماً للأمور؟
تدور هذهِ الأسئِله في محوَرِ افكارِنا ولكن، ليسَ نحنُ فقط! جميع البشريه الموجوده على هذهِ الارض في حالةِ استنفار ! كيْفَ يفرُشُ هذا المرض اجنحته على الكره الارضيه ! وكأنَّهُ أحبَّ البشريه وحضنها ولا يُغادِرُها ! وكيفَ قَلبَ حياتنا رأساً على عقِب !
لم يتخيل الانسانُ يوماً ما ان يحدُثَ شيء كهذا في تاريخ البشريه؛
هذِه المحنه المؤقته اللتي سلبت منا العديد من الأُمور اللتي نَهواها والتي إعتدنا عليها وأصبحت في حياتنا روتين، لم نتخيل يوماً انَّ الدراسه ستكون عن طريق هذهِ الشاشات المزيفه التي كانوا دوماً يحذرونا منها! ومع ألأسف هي التي باتت تشغل وقتنا فنقضي عليها من 6-7 ساعات يوميا فقط من اجل التعليم! وبدلاً من سماعِ جرس المدرسة يرن لذهابنا الى مقاعدنا الدراسيه ومشاهدة المعلم وجهاً لوجه! اصبحنا ننتظر ساعات الهواتف ترن لاعلانها عن بداية الحصه! هل تخيلنا يوماً ان نصل الى هذا الحد من المأساه؟
وما هُوَ ذنبُ طالبٍ في الصف الاول لا يعرف الارقام ولا الحروف ليجلِس ليتعلمها امام شاشه لم يشاهد من خلفها، وانما يعرف ان من يجلس هو معلمه الذي بات في شوق كبير له وكان ينتظر تلك اللحظات الاولى التي سيذهب بها الى المدرسة ليسطرها في سجل احداثه الجميله التي لا تُنسى، فكلنا يتذكر الايام الاولى له في الصف الاول، لجمالها وروعتها.
هل هذه الحياه على طبيعتها؟ هل نحنُ سعداء في هذهِ الظروف اللتي اجبرتنا على مُسايرَة الحياه بألشكل الكئيب .
من مِنا لا يحب الخروج والتنزه؟ جميعنا نهوى الخروج ورؤية الاصدقاء والاشخاص المقربين، هل يا تُرى ظروف الحياه تسمح لنا بالشّكل الدائم؟
انا لا ادري! لا ادري كيفَ اصف مشاعر الكون المختلطه! كآبه؟ حزن؟ احباط؟ ارواحٌ متعبه وتتألم؟
لكن ومع ذلك كله؛ لو نظرنا الى كورونا من الشكل الايجابي سنرى عدّة امور علمتنا إِيّاها غالِباً لم نكُن نشعُر بها؛ فقد تفتَّحت عيوننا على امور كثيره، هي جعلتنا نشعر بالنِّعَم التي لم نكُن نشعُر بها ، أصبح تواصُل أُسري كبير بين أفراد العائله، ومن الناحيه المادِّيّه، صحيحٌ أنَّ كثيراً من العائِلات تضررت لكن في المقابل وفّرت علينا الكثير من المبالغ اللتي كُنّا نضعها على ابسط الامور ، أصبحنا نشعر بقيمة المال الذي نصرِفُهُ.
أمّا على الصعيد الدراسي كورونا علمتنا أن نشتاق للتفاصيل اللتي كنا نتذمّر منها ، علمتنا ان نتمنى رؤية الاصدقاء .
ومع ذلك ، نحنُ سنضع املنا بان هذا الكابوس سينتهي ، وانَّ لا شيء سيبقى على حاله ، لا نريد الاحباط ولا قطع الأمل !
ولكن السؤال الوحيد متى ينتهي هذا الكابوس ويندثر الفايروس من عالمنا الى غير رجعة ؟
نحنُ مشتاقون ، مشتاقون لممارسة حياتنا بالشكل الطبيعي، مشتاقون للمدرسه ولمقاعدنا الدراسيه ، لاصدقائنا ولسماع صوتِ جرس المدرسه لاعلانه بداية الحصه !
مشتاقون للخروج بدون خوف ! ولادق التفاصيل القديمه .
كل هذه الاحداث تَجْمَع مشاعِرُنا المأساويه والقاسيه حول هذِهِ الكارثه !
كورونا علمتنا أن نحمد الله على النِّعم اللتي انعمها علينا ، لأنّهُ فعلاً لا يشعُر الانسانُ بقيمة الشيء الا عند فقدانِه ، وبالفعل؛ نحنُ شعرنا بما كنا به وما اصبحنا عليه الآن! وكورونا اكبر مثال ، وهي اخبرتنا بذلك !
فايروس صغير أقضَّ مضجع العالم بأكمله وادارهُ بالشكل العكسي، قتَلَ كِباراً وصِغاراً ، اخترق اجساد ملايين الناس، كثير من دول العالم أعلنت قانون الطوارئ ولم يجد احد له حلّاً ولا عالِما يجد له دواء!
التزموا وحافظوا ولا تستهينوا ، حافظوا على سلامتكم وفكروا بالغير او بأجدادكُم الكبار بالسن او اي احد ليس لديه مناعه او مريض .
رجاءاً ، فإنًّ ارواحنا تَعِبَت من هذا الكابوس اللئيم ، نحنُ نُريد الإستقرار!
أتمنى لي ولكم السلامه ، وحفظكُم الله بعينه اللتي لا تنام .
بقلم :- سيناء احمد اماره
الصف الحادي عشر
المدرسة الثانوية طلعة عارة سالم
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العين يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية مقالات . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان : info@el3en.com