موقع العين وادي عارة :- يواجه الآباء والأبناء تغيرات كبيرة في حياتهم في ظل انتشار داء الكورونا. إغلاق المدارس, البعد عن الأصدقاء, والإبعاد الاجتماعي, كلها أمور يصعب التعامل معها في هذه الأوقات. كيف يمكن للعائلة أن تخلق بيئة طبيعية في المنزل أثناء اجتياز هذه المرحلة الجديدة ( المؤقتة) مع الحفاظ على العلاقات الأسرية بالشكل الطبيعي ؟

 هنا بعض النصائح المقتبسة من الأخصائية النفسية د. ليزا دامور التي يمكنها مساعدتك في التعامل مع هذه المرحلة:
1. كن هادئاً ومبادراً
على الوالدين أن يبقيا هادئين أثناء مبادرتهم للحديث عن داء الكورونا (كوفيد-19)، وعن الدور المهم الذي يستطيع الأطفال أن يلعبوه من خلال حفاظهم على صحتهم . كثير من الأطفال والمراهقين قد يصيبهم القلق والخوف ويعتقدوا أن هذا الشعور هو شعور مرضي وغير مجدي. يجب أن يتفهم البالغون أن هذا الشعور بالخوف والقلق من كوفيد-19 هو طبيعي ولا حاجة لإخفائه. يجب التأكيد عليهم انه من الطبيعي أن نشعر بالقلق والخوف, وهذا هو الشعور المتوقع من أي شخص , ولا بد من أن نذكرهم بأن القلق يساعدنا على الالتزام بالإجراءات الوقائية, مثل غسل اليدين, عدم ملامسة الوجه, وممارسة الإبعاد الاجتماعي. القلق شعور جيد. لكن أن يجب عدم المبالغة في مشاعرنا وقلقنا.
من الجيد أيضا أن نحفز أبنائنا على مبدأ الاهتمام بالآخرين والحرص على سلامة مجتمعهم. كأن نقول لهم ’استمع إليَّ، أنا أعلم أنك تشعر بالقلق كثيراً من أن تصاب بالعدوى، ولكن ما نسألك إيّاه — كأن تغسل يديك وأن تبقى في المنزل — يهدف في جزء منه إلى العناية بأعضاء مجتمعنا. فنحن نهتم لأمر جيراننا أيضاً.
2. استمر بحياتك الطبيعية
يجب أن ندرك أن الأطفال بحاجة إلى مخطط واضح بشكل يومي وأسبوعي. فبعد الانقطاع عن المدارس وحياتهم الطبيعية وجدوا أنفسهم أمام ظرف جديد غير معتادين عليه. ما علينا فعله وبسرعة هو أن نضع خططاً ليُمضيَ كلٌ منا يومه على النحو الصحيح.تقول الدكتورة ليزا دامور :"أنا أنصح بشدة أن يحرص الآباء أن يكون لديهم مخطط لإمضاء يومهم — ويضمن ذلك وقتاً للعب حيث يستطيع الطفل أن يستخدم هاتفه ليتواصل مع أصدقائه. وفي الوقت عينه يجب أن تكون هناك ساعات خالية من التكنولوجيا، وتوفير بعض الوقت للمساعدة في أعمال المنزل. علينا أن نحافظ على ما نثمنه غالياً ونضع خططاً للاستمرار به. سيرتاح الأطفال كثيراً إذا كان يومهم مخططاً، يعرفون متى عليهم أن يعملوا ومتى يستطيعون أن يلعبوا."
بالنسبة للأطفال بعمر 10–11 أو الأكبر، اطلب من الطفل أن يعد يومه بنفسه. ألمح لهم إلى الأشياء التي يجب أن يتضمنها يومهم، وثم أعمل معهم فيما يقومون به. أما فيما يتعلق بالأطفال الأصغر سناً, قم أنت بترتيب الأمور لهم حسب سلم الأولويات، كإنهاء الواجبات المدرسية والمهام المطلوبة. بالنسبة لبعض العائلات فأطفالهم يفضلون القيام بهذه الأمور في بداية اليوم، أما عائلات أخرى فيفضل أطفالها القيام بذلك بعد فترة من استيقاظهم وتناولهم الإفطار معاً”.
3. دع أطفالك يعبروا عن مشاعرهم
مع إغلاق المدارس ألغيت الأنشطة والحفلات والأنشطة، فخاب أمل الأطفال بفقدان ما اعتادوا عليه بسبب داء كورونا. يجب علينا أن نتفهم حزنهم. فبالنسبة للمراهقين تعد هذه الأمور خسائر كبرى في حياتهم. وهي عظيمة فقط بالنسبة لهم لأننا نقيسها بحياتنا وتجاربنا. ادعمهم ولا تستغرب أبداً حزنهم الشديد وإحباطهم بسبب الأشياء التي خسروها، ويبكونها الآن. عند ظنك أنهم يعانون هذه المشاعر فتعاطفك ودعمك إيّاهم يمثل السلوك الصحيح في هذه الحالة.
4. تفقد معهم ما يسمعونه
هناك الكثير من المعلومات المضللة التي يتم تداولها عن فيروس الكورونا. ابحث عما يسمعه طفلك أو ما يظنه صحيحاً. إن إبلاغ أطفالك بالحقائق لا يكفي، فإذا ما أخذوا معلوماتٍ غير دقيقة، وأنت جاهل عما يدور في خلدهم ولم تصحح ما استقوه، فلربما جمعوا بين المعلومة الحديثة التي أبلغتهم إياها وتلك القديمة التي يعرفونها. جِد ما يعرفه أطفالك لتجعل منه نقطة انطلاق لتضعهم على المساق الصحيح. من المهم الحرص على ذلك خاصة فيما يتعلق بإجراءات الوقاية لنضمن عدم إهمال هذا الجانب.
5. قم بأشياء تصرف نظرهم ومحببة إليهم
عند النظر الى الأزمة الحالية التي نمر بها, من الجيد أن نراها بهذا المنظور: أمور تقع ضمن سيطرتنا , وأمور أخرى خارجة عن سيطرتنا. فالأمور التي تقع ضمن سيطرتنا يمكننا فعل شيء نحوها مثل غسل اليدين, عدم ملامسة الوجه, الابعاد الاجتماعي والمحافظة على صحة جيدة وكذلك مساعدة الآخرين من خلال تقديم العون لهم أو توجيه النصيحة إليهم.
أما فيما يتعلق بالأمور الخارجة عن سيطرتنا فهي ما لا نستطيع فعل شيء نحوها وهي ما تسبب لنا القلق والخوف غالبا. هذه الأمور كثيرة في هذا الوقت ولا يمكن حصرها. لذلك ينصح للحد من التفكير في هذا الجانب اللجوء إلى ما يسمى " الملهيات الايجابية" مثل القيام بالواجبات المنزلية, مشاهدة فيلم سويا, قراءة قصة أو رواية , الخروج إلي الهواء الطلق إن أمكن, المشاركة في إعداد الطعام, القيام بنشاط رياضي في المنزل, وغيرها الكثير.
ولا بأس مع المراهقين من السماح بعدم التقيد في استخدام أجهزتهم الالكترونية لكن دون إسراف. تنصح الدكتورة دامور أن تقول صراحة لابنك أو ابنتك المراهقة إنك تتفهم أن لديهم المزيد من الوقت للعبث بأجهزتهم الذكية، ولكن ليس من الصواب إطلاق العنان لهم في استخدامها والولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي عليها. “اسأل ابنك أو ابنتك المراهقة ’ كيف لنا أن نحلّ هذه المسألة؟ هل تستطيع أن تأتي بخطة ليومك وتريني إياها؟ وبعدها سأخبرك برأيي‘“. لا تلجأ مع ابنك أو ابنتك المراهقة إلى فرض رأيك عليهم, بل اترك القرار لهم.
 6. راقب سلوكَك 
تشرح الدكتورة دامور قائلةً “الآباء والأمهات أيضاً قلقون والأطفال يشعرون بذلك. وأنا أرجو الأهل أن يفعلوا ما بوسعهم للتحكم بقلقهم، وألا يشاركوا مخاوفهم مع أطفالهم. هذا يعني كبت المشاعر، وهو أمر ليس بالسهل في بعض الأحيان. وخاصة إذا ما كانت تلك المشاعر تشكل ضغطاً على الوالدين”.
يعتمد الأطفال على والديهم للإحساس بشيء من الطمأنينة والأمان. “ومن المهم أن نتذكر أنهم الركاب في هذه المحنة ونحن من نقود العربة. وعليه، وإن شعرنا بالقلق فيجب ألا يتسرب هذا الشعور إليهم، فيعيق شعورهم بالأمان أثناء رحلتهم”.